الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

الحب الافلاطوني


ما هو الحب الافلاطوني ؟


الحب الأفلاطوني هو الحب الذى لا يوجد به أي ممارسات جنسية, و هو حب خالى تماما من الشهوه الجنسية, و مثال هذا الحب الصداقة التى قد تقوم بين الجنسين.


و في ذلك يقول الأديب د/فاروق ابراهيم مواسي : أما الحب الأفلاطوني فهو تعبير غربي ، حبذا أن تعود إلى بداياته في معجم أكسفورد التاريخي ( الإيتمولوجي ) فتزيدنا علمًا ببداياته.الديالكتيكا المترقِّية ترفعنا من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، لتصل بنا أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي، كما يوصلنا إليه منطق المأدبة. إن أهمية هذا الحوار – الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه .. و مثاله حب روميو و جولييت.


هل يوجد ما يسمى بالحب الافلاطوني ؟


يرى البعض انه لا يوجد ما يسمى بالحب الافلاطوني ؛ فكما ان الإنسان يحتاج للحب الروحانى فى حياته ، لا يقدر أن يستغنى أو يتخلى عن حبه الجسدى .لا يعرف معنى الحب الروحانى من لم يعرف معنى الحب الجسدى ، لا يمكن للشخص منا أن يحيا بشئ منهم دون الشئ الآخر .فإذ عاش الإنسان الحب الشهوانى فقط ولم يعرف غيره لن يوصف بالإنسان، وايضا لو عاش الحب الروحانى فقط دون الحب الجسدى لن يوصف بالإنسان .فطبيعة الإنسان تحتم عليه أن يحيا الأثنين معاً ، لأن الإنسان ليس جسد فقط وليس روح فقط بل هو روح وجسد .ولا يوجد بما يسمى الحب الأفلاطونى ، الحب الروحانى الطاهر ، الذى لا يعترف بحق الجسد ، وإنما يعترف بالروح فقط ، هذا ليس حباً لأن الحب ليس روح فقط بل هو أيضاً مادة . بل الحب الحقيقي هو شئ سامى جداً بالأثنين معاًليس معنى أن يسمو الإنسان بروحه إلى درجة الملائكة أن يهمل ويترك جسده ، هذا لا يعتبر سمواً ، بل هو عدواناً صارخ على إنسانيته وحقه فى الحياة.ليس معنى أن يوصف الإنسان بإنه مثالى أن يتشبه بالملائكة فهذا ليس إنسانى بالمرة ، قيمة الإنسان والإنسانية فى كون الإنسان إنسان وليس ملاك .


و ارى ان الحب الافلاطوني ( الروحي ) موجود بالفعل و لكن في نطاق ضيق يمكن تبيانه على مستويين :


اما الاول : فهو الحب الافلاطوني ( الروحي ) بين ذووي الجنس الواحد أي بين رجل و رجل كصديقه أو قريبه .. أو بين امرأة و اخرى كصديقتها أو قريبتها أو جارتها .. الخ ، الحقيقة ان الحب الافلاطوني يوجد في هذه الحالات بحكم المنطق و العقل ، بمعنى انه ان كان هناك من حب صادق بين هؤلاء ، فلابد له أن يكون حب افلاطوني حيث لامجال للتحدث عن الحب الجسدي أو الشهواني بين رجلين او امراتين اصدقاء او اقرباء او ماشابه ، ذلك كل ذلك كقاعدة سليمة و بعيدا عن الشواذ و بعيدا عن ما يسمى بحب المصلحة لانه ليس بحب في الاساس ولكنها مصالح متبادلة او مجاملات. انما ان تحدثنا عن حب صادق و طاهر و مجرد من المصالح و بعيدا عن الشواذ فان هذا الحب بين ابناء الجنس الواحد لامناص من ان يكون حب روحي لا جسدي.


اما الثاني : فهو الحب الافلاطوني ( الروحي ) بين ذووي الاجناس المختلفة اي بين رجل و امراة سواء كانت بينهما علاقة شرعية ام غير شرعية اي سواء كانوا ازواج ام عشاق بلا زواج ، فلابد ايضا ان نعترف بان الحب الجسدي ( الشهواني ) بين هؤلاء لا يحول في كل الحالات دون ان يكون هناك حب روحي ، بل قد يجتمع الاثنان و قد ينفرد الحب الجسدي فقط ، و لكن من المستحيل - في رايي - ان ينفرد الحب الروحي في هذه الحالة او على هذا المستوى .. فكيف لزوج الا يحب جسد زوجته ان كان هناك من حب ! و كيف لعاشق الا يعشق جسد عشيقته ان كان هناك من عشق !


الخلاصة : ان الحب الافلاطوني موجود كلية على المستوى الاول ، و قد يكون له من نصيب على المستوى الثاني ان لم ينعدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق